أخبار
Local

مخاوف من مصرع أكثر من 180 مهاجراً إثر انقلاب قاربين قبالة سواحل اليمن

حادث الغرق الأخير يسلط الضوء على خطورة النظر إلى مآسي الهجرة على أنها أمر طبيعي. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة

اليمن/جنيف، 7 مارس 2025 انقلب قاربان يحملان أكثر من 180 مهاجراً قبالة سواحل مديرية ذو باب في محافظة تعز اليمنية يوم الخميس، وذلك بحسب ما أفادت تقارير ميدانية للمنظمة الدولية للهجرة. وقد وقع الحادث وسط أحوال جوية لم تشهدها المنطقة منذ سنوات، كما وصفتها التقارير المحلية.

وفي محاولة للقيام برحلة خطيرة من القرن الأفريقي، غرق المركبان في البحر الهائج، وهو خطر معروف خلال هذا الموسم. وكان من بين من كانوا على متنهما 124 رجلاً و57 امرأة على الأقل. وبينما تم إنقاذ يمنيين اثنين من أفراد الطاقم، يُخشى أن يكون جميع الركاب وبقية أفراد الطاقم قد لقوا حتفهم، ولم يتم العثور على أي جثث حتى الآن.

وانقلب القاربان بعد أن تجاهل المهربون الاستجابة لتحذيرات الطقس الصادرة عن هيئة الطيران المدني والأرصاد الجوية في اليمن، والتي نصحت بعدم السفر بسبب الرياح القوية والأمواج العالية. وأفاد المهاجرون الواصلون إلى نقاط الاستجابة للمهاجرين في اليمن أن المهربين أصبحوا أكثر تهوراً، حيث يرسلون القوارب رغم علمهم بالظروف الخطيرة لتجنب الدوريات.

وقال عبد الستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "إنَّ حادث غرق القاربين الذي وقع مؤخراً تذكيرٌ مؤلم بالمخاطر الجسيمة التي يواجهها المهاجرون في سعيهم نحو مستقبل أفضل". "ويواصل المهربون المقامرة بأرواح البشر، ودفع الناس إلى رحلات خطيرة غير آبهين بتحذيرات الطقس الواضحة، وهناك حاجة ماسة إلى الحماية الكافية والبدائل الآمنة للمهاجرين. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، يمكن أن تزهق المزيد من الأرواح وسيزداد عدد الأسر المفجوعة بفقدان ذويها."

والناجون من رحلة العبور إلى اليمن غالباً ما يجدون أنفسهم عالقين في أوضاع مأساوية. فالمهاجرون الذين يعبرون البلاد يتعرضون بشكل متكرر للعنف والاحتجاز والعمل القسري وأشكال أخرى من الاستغلال. ويواجه كثيرون الاختطاف والابتزاز على يد المهربين والجماعات المسلحة، بينما تتقطع السبل بآخرين دون وسيلة لمواصلة رحلتهم أو العودة إلى ديارهم.

وعلى الرغم من هذه المخاطر، يواصل الآلاف القيام بهذه الرحلة كل عام. فقد وصل أكثر من 60,000 مهاجر إلى اليمن في العام الماضي فقط. ومنذ عام 2014، سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة أكثر من 3,400 حالة وفاة واختفاء على طول الطريق الشرقي، بما في ذلك أكثر من 580 امرأة و100 طفل. وكان الغرق سبباً في 1400 من هذه الوفيات.

وتواصل المنظمة الدولية للهجرة تقديم المساعدات المنقذة للحياة للمهاجرين في اليمن، بما في ذلك الغذاء والرعاية الطبية وخدمات الحماية والعودة الإنسانية الطوعية. ومع ذلك، فإن حجم الاحتياجات يتجاوز بكثير الموارد المتاحة. ومع الانخفاض الذي أثر بشدة على الجهود الإنسانية، تخشى المنظمة الدولية للهجرة أن يظل المزيد من المهاجرين عالقين إلى أجل غير مسمى في اليمن، مع القليل من الوصول إلى الغذاء أو المأوى أو الرعاية الطبية.

وفي ظل تدهور الوضع الإنساني، تحث المنظمة الدولية للهجرة على اتخاذ إجراءات دولية أكبر لحماية المهاجرين ومعالجة الدوافع الأساسية للهجرة غير النظامية. وهناك حاجة إلى دعم عاجل لإنشاء مسارات هجرة أكثر أماناً ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

ملحوظة:

يعد مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة قاعدة البيانات الوحيدة المفتوحة المصدر حول حالات الوفاة والاختفاء بين المهاجرين في جميع أنحاء العالم، والمؤشر الوحيد (10.7.3) لقياس الهجرة الآمنة في إطار أهداف التنمية المستدامة.

بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والتنموية والحكومات الأخرى، تنسق المنظمة الدولية للهجرة خطة الاستجابة الإقليمية للمهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن وجنوب أفريقيا لعام 2025 للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للمهاجرين على طول الطريق الشرقي.

لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:

في اليمن: مونيكا كيرياك، mchiriac@iom.int

في القاهرة: جو لوري، jlowry@iom.int

في جنيف: كينيدي أوكوث، kokoth@iom.int