أخبار
Local

العودة تبقى أمل بعيد للنازحين في مأرب بينما تستمر الاحتياجات في الازدياد

موقع العرق الشرقي في مأرب يضم المجتمعات النازحة جراء الصراع في اليمن. الصورة: إلهام العقبي/المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

مأرب - أفاد حوالي ثلاثة من كل أربعة أشخاص نازحين في 23 موقعاً للنزوح في محافظة مأرب اليمنية المتأثرة بالصراع بعدم نيتهم بالعودة إلى ديارهم، وفقاً لنتائج استطلاع نشرته مؤخراً مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.

فعلى الرغم من الاستقرار النسبي الذي تحقق خلال الهدنة الأخيرة التي دامت ستة أشهر في اليمن، وجدت المنظمة الدولية للهجرة عدداً قليلاً جداً من الأسر التي تنوي مغادرة المناطق التي استقرت فيها بعد النزوح.

وقد سادت المخاوف من انعدام الأمن وفرص كسب الدخل كدافع رئيسي لعدم العودة بالنسبة لــــــ 79 في المائة من الأشخاص النازحين داخلياً الذين شملهم الاستطلاع. وفيما يخص النسبة المتبقية من المستجيبين (21 في المائة)، أبدى 3 في المائة منهم فقط نيتهم بالعودة، بينما كان الباقون مترددين أو يعتزمون الاستقرار في مكان آخر.

وقد شهد اليمن انخفاضاً بنسبة 76 في المائة في معدل النزوح الشهري خلال الأشهر الستة منذ إعلان الهدنة في أوائل أبريل مقارنة بالأشهر الستة السابقة لها، وقلَّت أعداد الضحايا المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا جراء أعمال الاقتتال بنسبة 54 في المائة، بحسب ما جاء عن ديفيد جريسلي، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.

وقال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، مات هوبر: "جلبت الهدنة في اليمن فترة هدوء للبلاد. ومع ذلك، فإننا قلقون للغاية إزاء شدة الاحتياجات في المجتمعات التي ما زالت متأثرة من الصراع الممتد لأكثر من سبع سنوات."

كما أفاد أكثر من 60 في المائة ممن ينوون البقاء في مواقع النزوح بمأرب أن الافتقار إلى الوصول إلى الخدمات الأساسية سيكون التحدي الأكبر بالنسبة لهم، بينما يظل الإخلاء مصدر قلق رئيسي آخر.

فمعظم الأسر التي شملها الاستطلاع في سبتمبر، والبالغ عددها 2,227 أسرة، قد مضى على نزوحها ثلاث سنوات. ولم يصل الاستطلاع إلى النازحين المقيمين حالياً بين المجتمعات المستضيفة.

وتعمل فرق إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها التابعة للمنظمة الدولية للهجرة على التخفيف من هذه الصعوبات من خلال تنسيق الخدمات الإنسانية الأساسية في عشرات المواقع لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين داخلياً، ومن خلال تحديد وصيانة المواقع المناسبة التي يمكنهم الإقامة فيها.

وأضاف هُوبر: "نناشد المانحين لتجديد التزاماتهم في العام المقبل لدعم أعمالنا المنقذ للحياة. فالأزمة في اليمن لم تنقضٍ بعد، وما يزال الناس يعانون من عواقبها التي لا يمكن تصورها. وليس الوقت الآن مناسباً لأن ندير ظهورنا".

فقد مضت سنوات على وجود العديد من مواقع النزوح في مأرب. ويعتمد سكان هذه المواقع على المنظمات الإنسانية، مثل المنظمة الدولية للهجرة، لتلبية احتياجاتهم الطارئة وطويلة الأمد ولتحسين سلامتهم وحفظ كرامتهم.

وبصفتها وكالة الأمم المتحدة ذات الوجود الأكبر في مأرب، لا تقدم المنظمة الدولية للهجرة الرعاية الصحة الأساسية والإغاثة الإنسانية فحسب، بل تنفذ أيضاً أنشطة التنمية وبناء السلام التي تلبي الاحتياجات طويلة المدى للمجتمعات المتأثرة من النزوح المستطيل.

ومع ذلك، فقد شَكَّل نقص التمويل تهديداً لتدخلات المنظمة الدولية للهجرة. فحتى منتصف نوفمبر، لم يحصل نداء الاستجابة الإنسانية للمنظمة الدولية للهجرة في عام 2022م إلا على 53 في المائة فقط من التمويل المطلوب.

ولم يكن أمام المنظمة في الآونة الأخيرة أي خيار سوى الحد من تواجد فرقها المعنية بإدارة المخيمات وفرقها الصحية التي تقدم الدعم المنقذ للحياة للفئات الضعيفة. كما أن هناك حاجة ماسة إلى تمويل أكبر لتوسيع نطاق برامج المنظمة الدولية للهجرة في مجال الانتقال والتعافي والتي تركز على تحسين سبل العيش، وإعادة تأهيل البنية التحتية العامة، وتقليل العوائق أمام التعليم.

تتلقى المساعدة الإنسانية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة حالياً للنازحين في مأرب تمويلاً من الاتحاد الأوروبي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، وصندوق التمويل الإنساني في اليمن.

***

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بفريق التواصل التابع للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن على البريد الإلكتروني: iomyemenmediacomm@iom.int