طلاب يستعدون لبدء يومهم الدراسي في مدرسة عمار بن ياسر في حضرموت. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022م

حضرموت - فتحت مدرسة عمار بن ياسر أبوابها لطلبة المرحلة الأساسية  في حضرموت عام 1988م. وعندما بدأ الصراع في اليمن قبل سبع سنوات، ازداد عدد السكان في المنطقة حيث فرت الأسر التي تعيش في المناطق المتضررة من الصراع إلى محافظة حضرموت باعتبارها الجزء الأكثر أماناً في البلاد. 

وسرعان ما اكتظت المدرسة بالطلبة النازحين، حيث كانت فصولها الدراسية العشرة مكتظة، وكان العديد من الطلبة يدرسون في الفناء المفتوح تحت أشعة الشمس الحارقة بدرجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية. 

وقالت فاطمة، طالبة في الصف التاسع في مدرسة عمار بن ياسر: "لم نكن ندرس سوى بضعة أيام في الأسبوع حيث كانت بعض الأيام مخصصة للبنين والأخرى للبنات". 

وأضافت: "كانت الحمامات إما مغلقة أو ليس بها مياه. وكانت جميع الطاولات بالية ومليئة بالثقوب التي أعاقتنا عن الكتابة بشكل جيد ومزقت دفاترنا." 

طالبة تمشي إلى الصف في مدرسة عمار بن ياسر بحضرموت. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022م

ويتذكر سمير ،مدير المدرسة، أنه درس في نفس المدرسة قبل عقود. 

وقال سمير: "مثل العديد من المدارس في المنطقة، كانت مدرسة عمار بن ياسر في الأصل عبارة عن مبنى من الطوب الطيني وتستقبل الطلبة حتى الصف السادس فقط." 

إنه فخور بالتقدم الذي أحرزته المدرسة لتعليم الطلبة بشكل أفضل، لكنه يأسف للضرر الذي خلفته سنوات الصراع على نظام التعليم في اليمن، وعلى مدرسته. 

فقد تعرضت نحو 3,000 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد للدمار أو الضرر بسبب الصراع، وأضحى ملايين الأطفال خارج المدارس. 

وأضاف سمير: "كنا نكافح من أجل تزويد الطلبة بتعليم جيد وبيئات تعليمية مناسبة، ولكن لم يكن بأيدينا شيء نفعله."

طالبات يقفن في ساحة مدرسة عمار بن ياسر. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022م

ولتحسين الوصول إلى بيئات تعليمية آمنة في حضرموت، قامت المنظمة الدولية للهجرة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإعادة تأهيل أربع مدارس في حضرموت، ليتمكن بذلك  أكثر من 3,700 طالب – من بينهم ما يزيد عن 2000 طالبة – من الوصول إلى خدمات تعليمية مُحَسَّنة.  

وفي مدرسة عمار بن ياسر، شملت أعمال البناء وإعادة التأهيل إصلاح الأسطح والجدران المتضررة وكذلك جميع النوافذ والأبواب، وتجديد واجهة المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء ثماني دورات مياه، وتركيب مظلات في ساحة المدرسة وتوفير المعدات. 

وكجزء من التدخل، حضر المعلمون ورش عمل زودتهم بمهارات جديدة لدعم طلابهم، فضلاً عن تعزيز النظافة.

معلمون يشاركون في تدريب بناء القدرات في حضرموت. الصورة: إلهام العقبي/ المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

وساعدت أعمال البناء وإعادة التأهيل فاطمة وصديقاتها على الذهاب إلى المدرسة بانتظام ومنحهن فرصة فريدة للالتحاق بالمرحلة الثانوية حيث لا توجد مدارس ثانوية أخرى في المنطقة. 

وأردف سمير: "هذه المدرسة تدعم تنمية المرأة. فالفتيات هنا متحمسات لمواصلة التعليم الثانوي والجامعي".  

"كما نرحب بالنساء اللائي قررن العودة إلى المدرسة بعد مغادرتها لبضع سنوات. وبهذه الطريقة يمكن للنساء من مختلف الأعمار الحصول على التعليم وتأمين وظائف أفضل وأن يصبحن أمهات كفيلات بتربية جيل متعلم". 

"لقد ساهم بناء فصول دراسية جديدة في خلق بيئة محسنة للتعلم وله أثر إيجابي على العملية التعليمية بشكل عام."

طالبة في حصة دراسية في مدرسة عمار بن ياسر. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022م