قصص
بقلم :
  • ماجد محمد | مساعد التواصل في المنظمة الدولية للهجرة باليمن
  • تحرير: أيوب الأحمدي | مساعد الترجمة الأول في المنظمة الدولية للهجرة باليمن

تعز – كما هو حال ملايين اليمنيين النازحين، فرَّ محمد مع زوجته ووالديه عندما وصل الصراع إلى منزله قبل أربع سنوات. واضطروا إلى النزوح من موزع إلى منطقة تبعد ساعة واحدة سيراً على الأقدام. وسرعان ما استقروا في موقع كان يتجمع فيه النازحون.

قال محمد: "كنا في وضع صعب ولم يكن لدينا مكان للبقاء فيه. قضينا الليلة الأولى في الشارع. وفي اليوم التالي، ساعدنا الناس في العثور على مأوى".
 

محمد يجلس أمام مأواه في موقع النزوح حيث استقر مع أسرته. الصورة: ماجد محمد/المنظمة الدولية للهجرة اليمن، 2022

بعد أن استقروا في موقع النزوح في الشمايتين، حصل محمد على وظيفة لإعالة أسرته، ولكن لسوء الحظ، أصيبت ساقيه في حادث عمل وحد ذلك من قدرته على المشي.

وقال محمد، موضحاً كيف تغيرت حياته بعد الحادث: "بعد أن تعرضتُ للحادث، لم أتمكن من العمل. لقد عانينا كثيراً لأنني كنت الوحيد المسؤول عن توفير الطعام والمياه الصالحة للشرب لأسرتي".
كان الوصول إلى المياه أحد التحديات التي واجهها محمد وأسرته. وكانت الآبار الأقرب إلى منزله على بُعد مسافة طويلة سيراً على الأقدام، لذا وقع العبء الكامل لجلب المياه على عاتق زوجته.

واستطرد محمد: "عندما كانت زوجتي تخرج وتسير لمسافات طويلة لجلب المياه من البئر، كنت أشعر بالقلق عليها وأنا في المنزل حتى تعود، لأن المنطقة كانت بعيدة وليست آمنة. وقد كنت أخاف من أن تتعرض للأذى من قبل الحيوانات أو تتعرض للتحرش من الناس في الطريق".

 
ولتخفيف المعاناة التي كانت تواجهها العديد من الأسر، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتوزيع  أكثر من 400 خزان مياه وحقائب مستلزمات النظافة الشخصية على الأسر المحتاجة في ثلاثة مواقع نزوح في جنوب تعز.
 

محمد يتلقى خزان مياه من المنظمة الدولية للهجرة في موقع النزوح في الشمايتين، جنوب تعز. الصورة: ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة اليمن، 2022

تعتبر أسرة محمد واحدة من العديد من الأسر التي استفادت من هذا التدخل، ولديهم الآن إمدادات ثابتة من المياه النظيفة والصالحة للشرب والطهي والاستحمام.

وقال محمد ناشر، أحد الموظفيين الميدانيين في المنظمة الدولية للهجرة في فريق المياه والصرف الصحي والنظافة: "الناس هنا بحاجة ماسَّة إلى المساعدة. لقد فقدوا منازلهم ويعيشون في ظروف مزرية. وقد قدمنا لهم المياه الصالحة للشرب ودعمنا أنشطة النظافة للتخفيف من معاناتهم وحمايتهم من الأمراض المنتقلة عبر المياه".
 

أحد موظفي المنظمة الدولية للهجرة يساعد محمد في حمل خزان المياه الذي تلقاه إلى مأواه في موقع النزوح في الشمايتين. الصورة: ماجد محمد/ المنظمة الدولية للهجرة اليمن، 2022

واختتم محمد قائلاً: "بعد أن قمنا بتركيب الخزان، لم تعد زوجتي مضطرة للمشي لمسافات طويلة لجلب المياه. وما عُدتُ أخشى على سلامتها أو أقلق من أن أسرتي ستصاب بالمرض بسبب المياه الملوثة".

يتم دعم هذا التدخل لتقديم خزانات المياه للأسر في جنوب تعز من قبل مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.