قصص
بقلم :
  • ماجد محمد | مساعد التواصل في المنظمة الدولية للهجرة باليمن
  • تحرير: أيوب الأحمدي | مساعد الترجمة الأول في المنظمة الدولية للهجرة باليمن

المخاء – ما تزال سهام تتذكر اللحظة التي تلاشى فيها ضوء النهار ليحل الظلام في تلك الليلة التي تسلل فيها الصراع ليزعزع السلام في مدينتها بمديرية الجراحي. عندما قدم مسلحون إلى منزلها، كانت سهام وأسرتها من بين مئات الأسر التي هرعت للنجاة بحياتهم.

وتسترجع سهام ذكرياتها: "غادرنا ليلاً. لم نتمكن من حزم أي أمتعة، واضطررنا إلى السفر سيراً على الأقدام لمدة ثلاث ساعات إلى أقرب بلدة." 
وصلت سهام مع والديها وشقيقيها إلى موقع نزوح في منطقة شعب نبع على الساحل الغربي لليمن، ولم يكن لديهم مكاناً يأوون إليه أو أي أمتعة. وبمساعدة الناس هناك، قاموا ببناء مأوى بسيط من المواد الأساسية ليقيهم من الحشرات والطقس القاسي.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، شاهدت سهام صحة والديها تتدهور وتولت مسؤولية العناية بهما.

سهام وأخويها جالسين عند نقطة توزيع مساعدات تابعة للمنظمة الدولية للهجرة في الساحل الغربي لليمن. تصوير: ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022

وأوضحت سهام: "أنا الابنة الكبرى في الأسرة، ولا بد لي من رعاية أبي وأمي المريضين. لا أستطيع التوقف عن مساعدة والدي ورعاية الأسرة . لا يمكنني التخلي عن مسؤولياتي في هذا الوقت الصعب".

"أستيقظ كل صباح لتنظيف المنزل وإعداد الإفطار للعائلة قبل ذهاب أخواي إلى العمل. أعتني بوالديَّ وإخوتي الأصغر سناً، ثم أهتم بالاحتياجات المنزلية الأخرى".

من أجل تأمين المياه الصالحة للشرب لعائلتها، كانت سهام تسير لمسافات طويلة إلى أقرب مصدر للمياه، وتقطع تلك المسافة عائدةً وهي تحمل الأوعية الثقيلة بالمياه.

وقد أدى الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب ومواد النظافة إلى زيادة معاناة كل من النازحين والمجتمعات المستضيفة في اليمن، حيث يحتاج 15.3 مليون شخص إلى الدعم للوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة. وقد تقلصت القدرة التشغيلية للبنية التحتية للمياه إلى أقل من خمسة بالمائة في جميع أنحاء البلاد.

نساء في الساحل الغربي لليمن يتسلمن مساعدات مستلزمات النظافة التي توزعها المنظمة الدولية للهجرة. تصوير: ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022م

وأضافت سهام: "غالباً ما كُنَّا نصاب بالأمراض لأننا لم نكن نملك مواد النظافة أو أوعية نظيفة للمياه".

وقد وزعت المنظمة الدولية للهجرة، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أكثر من 7,000 حقيبة مستلزمات نظافة شخصية للأسر المحتاجة في ستة مواقع نزوح في الساحل الغربي لليمن، وذلك خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر العام الماضي.

مواد النظافة تخفف من المعاناة التي تواجهها النساء وعائلاتهن في اليمن. تصوير: ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022م

وقالت سهام، عند تلقيها مستلزمات النظافة: "أنا سعيدة جداً لأننا حصلنا اليوم على الصابون ومواد التنظيف، فهي تساعدنا في الحفاظ على سلامتنا والحفاظ على نظافة المنزل".

وقد أحدثت حقائب مستلزمات النظافة المقدمة بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أثراً في تخفيف العبء الذي كانت تعاني منه أسرٌ مثل أسرة سهام. فهذه المواد الأساسية تساعدهم على الحفاظ على النظافة الشخصية ووقاية أنفسهم من الأمراض.