قصص
بقلم :
  • سحر الشوافي | مساعدة الجرافيكس في المنظمة الدولية للهجرة باليمن
  • تحرير: أيوب الأحمدي | مساعد الترجمة الأول في المنظمة الدولية للهجرة باليمن

 

المخاء - ظل حسن وعائلته محشورين لعدة أيام في خندق قاموا بحفره في ساحة منزلهم لحماية أنفسهم من الرصاص الطائش المنهمر من كل اتجاه. وأحاط الصراع فجأةً قريتهم الواقعة على الساحل الغربي لليمن، محاصراً مئات الأشخاص. 

وعندما خمدت الاشتباكات ذات يوم، قاموا بحزم احتياجاتهم على عجلً وفروا من المنطقة. 

يتذكر حسن قائلاً: ”تحركنا عند غروب الشمس. وقد قمنا بتحميل الحمير بأشياء يسهل أخذها وتركنا كل شيء آخر وراءنا. كان السفر سيراً على الأقدام طوال الليل محفوفاً بالمخاطر، ولم يكن لدينا خيار سوى المغادرة. " 

وقبل نزوحه، كان يعيش حسن مع زوجته وأطفاله الثلاثة في منزلهم. وكان يحصل على دخل جيد من العمل في الأراضي الزراعية التي كان يستأجرها. 

حسن وابنه في المركز الصحي الذي تدعمه المنظمة الدولية للهجرة في موقع النزوح في اليابلي. ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة 2023

كان النازحون يواجهون وطأة الأزمة الإنسانية في اليمن. ويعيش الكثيرون في مواقع النزوح المكتظة حيث لا يوجد وصول إلى الخدمات الأساسية - وخاصة الرعاية الصحية. 

عندما وصل حسن إلى موقع النزوح في اليابلي، والذي يستضيف أكثر من 1,000 أسرة، مكث في خيمة شقيقه إلى أن حصل على حقيبة مأوى من المنظمة الدولية للهجرة. ومع ذلك، لا تزال أسرته تكافح من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية. 

قال حسن:“عندما وصلنا إلى موقع اليابلي لأول مرة، لم يكن هناك مركز صحي. وعندما كان يمرض شخص ما، كان علينا السفر لمسافة بعيدة إلى مديرية الخوخة. ولقد كلفنا هذا المال والوقت والجهد." 

حسن وابنه في الوحدة الصحية التي تدعمها المنظمة الدولية للهجرة في موقع النزوح في اليابلي. ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة 2023

أدت ثمان سنوات من الصراع إلى الأضرار بالنظام الصحي في اليمن حتى شارف على الانهيار. ومع تشغيل أقل من نصف المرافق الصحية في اليمن، يقدر أن 20.3 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى الدعم للوصول إلى الخدمات الصحية. 

وبدعم من حكومة اليابان ومكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصندوق التمويل الإنساني في اليمن، قامت المنظمة الدولية للهجرة ببناء مركز صحي ثابت في موقع النزوح في اليابلي. وقد جهزت المنظمة المرفق بالأثاث والأدوية والمعدات، واستقدمت موظفين طبيين للدعم. 

المركز الصحي الذي تم بناؤه حديثاً في موقع النزوح في اليابلي في الساحل الغربي لليمن. ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة 2022.

ومنذ افتتاحه في أغسطس 2022، أصبح الآن بإستطاعة العائلات مثل عائلة حسن الحصول على إسعاف فوري من أي إصابات مرضية. ومنذ العام الماضي، تلقى أكثر من 10,000  شخص خدمات الرعاية الصحية في المركز. 

"قبل إنشاء المركز الصحي، كان يتم نقل الأشخاص المصابين بالحالات الحرجة فقط إلى أقرب مرفق صحي بعيد عن الموقع. وكان العديد من الأشخاص الآخرين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر والعلاج يظلون بدون علاج، وقد كانت النساء الحوامل يعانين من مضاعفات أثناء الولادة في غياب خدمات صحة الأم،" أوضح الدكتور عبد الله، أحد العاملين الصحيين في المنظمة الدولية للهجرة في اليابلي. 

الفريق الصحي التابع للمنظمة الدولية للهجرة يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية في مركز اليابلي الصحي للمجتمعات النازحة في الساحل الغربي لليمن. ماجد محمد / المنظمة الدولية للهجرة 2022

قال حسن :"جعل هذا المركز الصحي حياتنا أسهل. وفي الأشهر القليلة الماضية، زرت أنا وزوجتي هذه العيادة وتلقينا العلاج والأدوية مجاناً. والآن بعد أن أصبح لدينا عيادة في الموقع، لا نقلق بشأن السفر لمسافات طويلة إذا أصيب أحد أطفالنا بالمرض." 

ويمكن الآن للنازحين المقيمين في موقع اليابلي تلقي المشورات الطبية والعلاج للأمراض المعدية وغير المعدية والتطعيمات وفحص وعلاج سوء التغذية للأطفال وكذلك الأمهات الحوامل والمرضعات. وتحصل النساء أيضاً على الرعاية المنتظمة للحمل وخدمات الصحة الإنجابية. 

وأضاف الدكتور عبدالله: "إلى جانب الخدمات الصحية الأخرى، نقدم جلسات استشارية لدعم الأفراد المتضررين من النزوح والظروف المعيشية القاسية. كما أننا ننظم أنشطة جماعية لتحسين الصحة النفسية للأشخاص في الموقع ". 

تقوم المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها بتنفيذ برامج صحية في جميع أنحاء اليمن لضمان حصول الفئات الضعيفة من السكان على الخدمات الصحية. ويشمل ذلك بناء وإعادة تأهيل مرافق مثل اليابلي، بالإضافة إلى تشغيل العيادات الطبية المتنقلة، وتدريب العاملين  في المجال الصحي، وتقديم الرعاية الوقائية لوقف انتشار المرض، من بين خدمات أخرى.  

وفي عام 2022، استفاد أكثر من 2.8 مليون شخص من التدخلات الصحية للمنظمة الدولية للهجرة.