-
من نحن
من نحنالمنظمة الدولية للهجرة هي المنظمة الحكومية الدولية الرائدة في مساندة الهجرة الإنسانية والمنتظمة التي تخدم الجميع، ولها حضور في أكثر من 100 بلد. ويعود تواجد المنظمة الدولية للهجرة في اليمن إلى عام .1994
معلومات عن
معلومات عن
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
-
عملنا
عملنابصفتها المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تعمل على تعزيز الهجرة الإنسانية والمنظمة، تلعب المنظمة الدولية للهجرة دوراً رئيسياً في دعم تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من خلال مجالات التدخل المختلفة التي تربط بين المساعدات الإنسانية والتنمية المستدامة. وتدعم المنظمة الدولية للهجرة الفئات الضعيفة في مختلف أنحاء اليمن بما في ذلك النازحون والمهاجرون والمجتمعات المتأثرة من الصراع.
ماذا نفعل
ماذا نفعل
القضايا العالمية الشاملة
القضايا العالمية الشاملة
- البيانات والمصادر
- بادِر
- 2030 Agenda
مأرب، اليمن – في بلد يعاني من تسع سنوات من الصراع، حيث نزح 4.5 مليون شخص، أضحى تعريف المنزل متعدد بشكل كبير. فبالنسبة لفايز، فإن المنزل يعني المكان الذي توجد فيه أسرته.
كانت حياة فايز في الحديدة، رابع أكبر مدينة في اليمن، فيها من التحديات ما فيها، لكنه كان راضياً داخل حدود منزله المكون من غرفتين حيث يعيش مع زوجته وأطفاله الأربعة. ومن خلال عمله كسائق دراجة نارية، استطاع تأمين حياة كريمة، على الأقل ما يكفي لإطعام أطفاله وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
بالنسبة لفايز وأسرته، كان وجود سقف فوق رؤوسهم يقيهم من الشمس والمطر ويجعلهم ينعمون بنوم هانئ أكثر من كافٍ ليعتبره منزلاً، إلى أن أخذت الحرب كل شيء.
ويقول فايز، مستذكراً الحرب التي أجبرتهم على النزوح قبل خمس سنوات: "من الصعب وصف الأمر بالكلمات. اشتدت الغارات الجوية فوقنا، وتصدعت جدران منزلنا وامتلأت بالثقوب الناجمة عن الشظايا. لم يكن لدينا كهرباء ولا وسيلة لكسب لقمة العيش."
وما يزال فايز يتذكر جلياً اليوم الذي وصل فيه إلى مأرب مع أسرته. فخلال الشهر الأول، أقام مع إخوته الذين نزحوا من قبل، حتى تمكن من تأمين مكان له في مخيم الجفينة، وهو أكبر موقع للنازحين في اليمن، حيث يستضيف حالياً أكثر من 13,700 أسرة نازحة.
ويتذكر فايز قائلاً: "كان الوضع مزرياً. لم يكن لدي ما أبني به مأوى سوى بعض أكياس الطحين، وقطع القماش، والملابس القديمة، وكان لدينا مرتبة واحدة أتشاركها مع زوجتي وابنتي الصغرى."
كان المأوى الذي صنعه فايز ضعيفاً لدرجة أنه لم يتمكن من تحمل المطر والرياح، بل كان أيضاً صغيراً جداً لبضطر فايز أن يطلب من أخته استضافة أولاده الثلاثة الصغار في مأواها في المخيم ذاته.
وفي أشد لحظات البؤس التي كان يعيشها، شعر فايز بسعادة غامرة عندما وجد خيمة قديمة مهجورة في الوادي. وقام على الفور بإصلاحها لتحسين مأواه ولم شمل أسرته تحت سقف واحد مرة أخرى. ولكن من المؤسف أن هذا المأوى المؤقت لم يصمد أمام الطقس القاسي.
ويوضح قائلاً: "رثا جاري لحالنا عندما رأى مأوانا مدمراً، لذا أعطاني خيمة كبيرة لحماية أسرتي من الطقس القاسي. لقد أشعل لطفه أملي من جديد وسرعان ما بدأت الأمور تتحسن بالنسبة لأسرتي." بدأ لاحقاً العمل كسائق دراجة نارية، مما سمح له بتوفير بعض الضروريات لأسرته.
وفي أحد الأيام، عندما بدأ المطر يهطل، فزعت الأسرة من طرق شديد على الباب. لقد كان فريق أمن المخيم يحثهم على مغادرة المأوى على الفور. كان فايز مرعوباً ومصدوماً، وغير مدرك لما يحدث.
ويبين فايز المرة الأولى التي شهد فيها هطول أمطار غزيرة في مأرب: "لم أكن أعرف كيف تحدث السيول في مأرب، فالأرض رملية هنا. اعتقدت أن الوضع سيكون مشابهاً للوادي الذي نعيش فيه في بلدتي، لكنه كان أسوأ بكثير. لقد كانت قوة الفيضانات لا يمكن إيقافها."
في تلك الليلة، جرفت الفيضانات عدداً كبيراً من المآوي وفقد فايز منزله مرة أخرى.
وفي مأرب، تقع العديد من مواقع النزوح بالقرب من مسارات السيول دون وجود حواجز مائية مناسبة، ولا تقدم المأوي الحماية الكافية من الأمطار الغزيرة. في عام 2022، ألحقت الفيضانات والرياح الدمار في مآوي ومنازل ما يقرب من 600 أسرة وتسببت بأضرار جزئية بمآوي ما يقرب من 4,000 أسرة، وذلك في مواقع النزوح التي تديرها المنظمة الدولية للهجرة في مختلف أنحاء المحافظة.
ويضيف: "كان الأمر الأكثر إيلاماً هو عندما ضربت الفيضانات ليلاً، واضطررت إلى إخراج أطفالي من المأوى، دون أن أعرف إلى أين أتجه في ظلمة الليل البارد."
ويوضح محمد فيصل، مساعد المشاريع في وحدة الدعم الهندسي التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في مأرب: "لقد اعتادت المجتمعات المحلية في مأرب على مستوى معين من هطول الأمطار كل عام، وكانت تخطط للأنشطة الزراعية وتعد مآويها وفقاً لذلك. لقد تغير هذا الآن، حيث نشهد أنماط طقس غير متوقعة، ومتطرفة في كثير من الأحيان، ولا يمكن السيطرة عليها."
وتدعم المنظمة الدولية للهجرة الأسر المتضررة من الفيضانات في مأرب من خلال استجابة متعددة القطاعات تشمل الاحتياجات طويلة المدى والعاجلة، بدءاً من مشاريع الحد من مخاطر الكوارث إلى توزيع حقائب آلية الاستجابة السريعة وحقائب المأوى الطارئ، بالإضافة مواد الإغاثة الأساسية الأخرى. وقد تمكن فايز من إعادة بناء مأوى لأسرته مستفيداً من حقيبة المأوى الطارئة التي تسلمها.
وللتخفيف من مخاطر الفيضانات في الجفينة، بدأت المنظمة الدولية للهجرة خطة مكونة من مرحلتين: بناء جدران الجابيون على طول الممرات المائية الرئيسية، وتعزيز نظام التصريف داخل المخيمات من خلال إنشاء قنوات للمياه.
ويضيف محمد: "لقد قمنا ببناء جدار جابيون بطول 2600 متر على طول مسار السيل. كما قمنا ببناء جدران للتخفيف من آثار الفيضانات وإنشاء قنوات تصريف داخل المخيم."
وفي حين أن جدار الجابيون قد لا يمنع الفيضانات تماماً من الوصول إلى المآوي، إلا أنه قلل بشكل كبير من حجم الضرر. فقبل بناء الجدار، تضررت مآوي أكثر من 3,750 أسرة بشكل جزئي أو كلي. ووفقاً لمحمد، فإن جدار الجابيون ونظام التصريف قد أدى إلى تحسين الوضع بنسبة 70 بالمائة.
وما تزال تتجلى في ذاكرة فايز تلك الليلة التي بدأ فيها المطر بالهطول فجأة حوالي منتصف الليل، ووقف مع أطفاله أمام مأواهم يراقبون السيل وهو يتدفق في الخارج.
"في ذلك اليوم، شعرت بالسعادة لأن مأواي لم يتضرر وأنني لم أضطر إلى البدء من الصفر مرة أخرى."
يتم تمويل مشروع المنظمة الدولية للهجرة للحد من مخاطر الكوارث في مأرب من قبل الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، ومكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ.