قصص
بقلم :
  • ماجد محمد | مساعد التواصل في المنظمة الدولية للهجرة باليمن

تعز – مع شروق شمس الصباح في كل يوم، يبدأ الأفراد النازحين في الساحل الغربي اليمني، غالباً النساء والأطفال رحلتهم المضنية. يتركون مآويهم ليعبروا مسافات طويلة مشياً على الأقدام تحت الشمس الحارقة باحثين على مصدر حيوي مهم: مياه نظيفة وآمنة وصالحة للشرب.  

في العديد من المناطق، خاصة في مواقع النزوح، في جنوب مدينة تعز، الوصول إلى المياه الآمنة قد يكون تحدياً صعباً.  عادة ما يفتقر الأفراد النازحون إلى الموارد اللازمة لحفر الآبار بينما تكون المزارع التي يستطيعون جلب المياه منها بعيدة من الأماكن التي استقروا فيها.  

يستمر التغير المناخي في المساهمة بشكل متزايد في التسبب بجفاف قاس، وهي ظاهرة تفاقم شُح المياه ومعاناة الأسر التي أجبرت على ترك منازلها.  

"قبل الصراع، كانت المياه متوفرة في منزلنا، لكن حالما أجبرنا على الفرار، بدأنا نعاني من شُح المياه،" قال شاكر مصطفى، مشرف مشروع مياه السوا في مديرية المعافر وعضو في المجتمع المستضيف القريب من المشروع.  

وأضاف قائلاً "معظم الأفراد في هذه المنطقة يحصلون على المياه مرة في الشهر." 

أشواق فتاة صغيرة نازحة تأخذ الماء لعائلتها بشكل يومي من بئر بجانب المأوى الذي تسكنه. الصورة: ماجد محمد \ المنظمة الدولية للهجرة في اليمن 2022

وتقول *مريم، وهي أم نازحة تعيش في مديرية المعافر "لم يكن من السهل علينا أن نحضر المياه. كنت أمشي مع ابنتي الصغيرة سمية مرتان في اليوم الواحد ولأكثر من نصف ساعة إلى أقرب بئر"،  

عادة ما يحمل الأفراد النازحون داخليا أوعية المياه الخاصة بهم على رؤوسهم أو يربطونها بحبال على الأحمرة، وهي وسيلتهم الرئيسية للنقل.  

في اليمن، حيث تكون البُنية التحتية عادة متضررة أو غير فعالة، أكثر من 15.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات للوصول إلى خدمات المياه، والصرف الصحي والنظافة.  

للتخفيف من هذه المعاناة، وتحسين الوصول إلى المياه للمجتمعات النازحة والمستضيفة، قامت المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال بتحديث، إعادة تأهيل أو تأسيس ثلاثة مواقع مياه في جنوبي تعز.  

ألواح شمسية توفر الطاقة لمشروع إمداد المياه في جنوبي تعز. الصورة: ماجد محمد \ المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، 2022

يتم تشغيل هذه المشاريع الثلاثة بواسطة  نظام ضخ مستدم يعمل بالطاقة الشمسية ويعود بالنفع على أكثر من 40 ألف شخص في مختلف أرجاء ثلاثة مواقع في مديريتين، حيث رحّب المجتمع المستضيف بالآلاف من العائلات النازحة داخلياً.  

"الآن، انتهت متاعب العديد من الناس، حيث يشعرون بالطمأنينة، لأن هناك مصدر مياه آمن ومستمر في منطقتهم،" قال محمد مشرف مشروع المياه في مديرية المعافر.  

"أنا سعيدة لأن لدينا مصدر قريب ونظيف للمياه. والآن يمكن لابنتي الصغيرة أن تأخذ المياه بمفردها وبأمان،" أضافت مريم.  

أحدثت مشاريع المياه المدعومة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أثراً كبيراً خفف العبء الذي تتحمله المجتمعات المستضيفة والنازحة في جنوبي تعز.  

 

*تم تغيير الأسماء لحماية هوية المتحدثين.